هكذا عنون أخونا وزميلنا (الدكتور) عبد الله الطارقي كتابه الذي انتظرناه على أحرّ من نار الجمر ، وكنت وغيري من أحبابه وزملائه نتابع هذا الوليد المستهل صارخا اليوم من حين كان بين صلب أفكاره وترائب نظره ، وفرحنا به حين كان ( علمي أم أدبي ؟ ) نطفةً ، أمشاج أفكار رتبها ولكنها لا تزال تبحث عن رحم صالحة تكون مستقراً ومستودع ، ثم فرحنا به أكثر حين عَلِقَ علقةً لا حيدة عنها ثم تبلور مضغةً يتحدث بها صاحبنا في المجالس فنطرب للفوائد والغرر التي يأتي بها كعادته ، ثم ..طاف به يسترشد أهل السبق من العلماء والمفكرين ، وكل يربت على كتفه ويزيده حماساً .. دقت ساعة الصفر ، نفثته المطبعة في إيهاب قشيب ليستهلّ الوليد صارخاً ، ليجد مكانه في المكتبة النفسية الشرعية العربية ..
لست أنا من يقدم للأستاذ القدير وقد قدّم لعمله أساطين العلم ، وأرباب الفكر والعلم والشريعة ، لكن صاحبي الذي زاملته مربياً في مدارس الأمجاد ومعلماً وركناً من أركان التوجيه ركين ، لا أقول ذلك تزيداً وإنما أنسب الفضل لأهله وأزجي المعروف لذويه ، وبرهاني في ذلك أنني ومنذ القدم أقول إن المعلم أو المربي الناجح هو الذي تمتد صلة الطالب به لما بعد الدوام المدرسي ، بل وتتسع لتشمل أسرته وهكذا كان الطارقي .. لكنه حقيق ألا تخلو من الإشادة بكتابه مخرجاتي ( موقعي وصفحتي في الفيس بوك ) .
لقد أجاب في كتابه عن تساؤلات ، وحرر المصطلح وياويل المصطلحات في عالم اليوم ، فأكبر مصطلح لم يحرر اليوم في دنيا الناس هو مصطلح الإرهاب ، الذي يتخذه من شاء لما شاء متى شاء قميص عثمان ليبرر به ما يأتيه .. لا علينا ، تحرير المصطلحات من أشكل المشكلات ، وقد أعمل القلم فيه إعمالاً رائقاً شيقاً .
الأستاذ - وأناديه بالدكتور تفائلاً وما هو عنها ببعيد – وضع لبنة في البناء المهم وهو إعادة هذا الفن إلى أصله ، لا أسلمته كما يخطئ البعض ، وأعني بذلك بيان أن القضايا النفسية في علم نفس النمو أو علم النفس بصفة عامة قضايا استوعبتها الثقافة الشرعية الرصينة ولكن .. ولكن أين القراء أين الباحثون أين من يعيد الحق لنصابه ؟!!
شكراً للقلم الذي أمتعنا بهذا النتاج الذي لا بد وأن يلعب دوراً مهماً في الساحة اليوم سيما وأن العام 2011م قد أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ( المراهقين ) قوة ضاغطة ، خلخلت عرشين من أعتى عروش المنطقة (تونس ومصر ) وها هى تحاول في ليبيا .. فهل أفرد صاحب الكتاب الأسود فصولاً لدراسة المراهقة ، وهل عني غيره بها ؟!!
دونكم الكتاب فهو ثروة شرعية وكنز نفسي ، ورحلة لغوية ماتعه .
شكر الله لأستاذنا القدير .. وهكذا فلتكن الأقلام .