حين كانت فتنة داخلية في اليمن كنا على المنابر ندعو الله ملحين ولا نزال ، كذلك أنيحقن الله دماء المسلمين في اليمن ، وكنا نكتفي بذلك ذلك أن الأمر شأن داخلي يخص اليمن ، ولليمن سيادة وخصوصية ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فالأمر بالغ الحساسية كونه يتعلق بطائفة الزيدية ، والحديث عن الطائفية في الآونة الأخيرة فيه ما فيه .
ولكن أن يصل الأمر بالحوثي وأتباعه تخطي الحدود ومجاولة العبث بأمن المملكة العربية السعودية ، حاضنة الحرمين وأرض القداسات ، فهذا ما لايمكن السكوت عليه والاكتفاء معه بالدعاء .
المملكة العربية السعودية ليست حمى مستباحا أو جدارا قصيراً لكل عابث ومزايد ، المملكة ليست ساحة لترجمة رؤى البعض ، أو أيدلوجيات معروفة ، ليست كذلك أبداً ولن تكون .
المملكة قبلة الدنيا ، ومتوجه الأفئدة ، وأرض أجمع المسلمون كل المسلمين - على الأقل - على محبة ترابها وفداء سهولها وجبالها ويجددون ذلك صباح مساء حين يتوجهون على اختلاف بوصلاتهم إلى زاوية واحدة وقبلة واحدة وجغرافية واحدة .
الحق أن هذا الفضل هبة الله التي لا يسع إنساناً بالغاً ما بلغ به الحسد إلا أن يقول : ذلك فل الله يؤتيه من يشاء .
إنها محضن مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وهنا فقط في المملكة العربية السعودية .. هنا سار أبوبكر وعمر وطاف علي وعثمان وحج أبو موسى الأشعري ، هنا أسلم خباب وآمن بلال وتنفس سعد وطلحة والزبير ، هنا عاش العشرة وبايع أصحاب الشجرة ، هنا سالت دماء حمزة وأهل أحد ، فقط في المملكة حصريا مرقد النبي وزوجاته ، وهنا حصريا مقام ابراهيم الذي جاء الوحي ليثبت له وللبيت الأمان (ومن دخله كان آمنا)
من هنا أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ، باختصار هنا نزل الوحي ، ومنه انتشر .. هل هذا الفضل لأحد من اراضي العالمين ؟
هل نزل الوحي على الهملايا؟ أو على جبال الألب ؟
هل بايع الصحابة تحت ظلال الزيزفون؟
هل قاتلوا على مقربة من شلالات نياغرا؟
كلا .. إنما هنا وهنا فقط .
ليهنك ما حباك الله به أيتها السعودية ، السعيدة بالاختصاص ، المميزة بالاصطفاء ..
إذا كان ذلك كذلك فليعلم الحوثي أن صدور كل المسلمين لهذه البلد وقاء ، وأن جباهنا لها الفداء ، ولذهاب أنفسنا وأولادنا وأزواجنا - لعمر الله - أحب من ذهاب حبة رمل واحدة من هذه الأرض ، أقولها ويهتف بها كل مسلم دون تزيد أو مداهنة لأحد أو مجاملة أو ابتغاء شئ ، بل والله دين ندين الله به ، وعقيدة عقدنا عليها القلب والضمير ، وبايعنا عليها الولاة من آل سعود حفظهم الله .
مهلاً أيها الحوثي .. فوالله للحس السماء ومس الجوزاء أقرب إليك من المساس بأمن هذا البلد .
ولو كان بيني وبينك مشترك نحتكم إليه لذكرتك بأن ما أقدمت عليه من السفه لا ينبغي ولا يليق في أي زمان فكيف به في الأشهر الحرم التي كان عابد الوثن والحجر يعظمها أشد منك وأكثر ؟!!
مهلاً أيها الحوثي فقد صخخت أسماعنا بشعارات مستأجرة سمعناها سابقا بلكنة عربية عجمية وبشنشنة نعرفها من أشياخك وملاليك .. وأي شعارات هذه التي ترمي فيها باللعنة أمريكا واسرائيل ؟
ترى كل أصابت اللعنة والموت الأحمر إلا أبناء المسلمين في عمران وحرف سفيان وفي الملاحيظ وصعدة وبني حشيش؟!!
هل اكتوى بهذه النار إلا اليمانون الزكية دماؤهم الطاهرة أنفسهم أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحل تزكيته ؟!!
من القاتل .. من المقتول ؟
من الرامي ومن المرمي ؟
من الخاسر ومن المصاب ؟
ثم ما هى المطالب ؟
تحرير القدس ؟ نشر الدين ؟ علو الإسلام ؟
أم زعم باطل ، وادعاء كاذب بحصر الولاية في البطنين ( الحسن والحسين ) رضي الله عنهما وحاشاهما .
الحسن الذي حقن الله به الدماء وزكاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وامتدحه فقال : (إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين )
والله للحسن برئ من أدعياء الانتماء إليه الذين تسفك بهم الدماء ولا يحقنونها ، وتزهق بهم الأرواح ولا يصونونها .
الرسالة الأخيرة للحوثي وأتباعه .. عد أدراجك فكلنا للسعودية الفداء
والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .